کد مطلب:90715 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

وصیة له علیه السلام (08)-لزیاد بن النضر و شُریح بن هانئ وصّی















یَا زِیَادُ[1]، اتَّقِ اللَّهَ فی كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ، وَ خِفْ عَلی نَفْسِكَ الدُّنْیَا الْغَرُورَ، وَ لاَ تَأْمَنْهَا عَلی حَالٍ مِنَ الْبَلاَءِ[2].

وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ[3] نَفْسَكَ عَنْ كَثیرٍ مِمَّا تُحِبُّ مَخَافَةَ مَكْرُوهِهِ[4] سَمَتْ بِكَ الأَهْوَاءُ إِلی كَثیرٍ مِنَ الضَّرَرِ[5] حَتَّی تَطْعَنَ[6].

فَكُنْ لِنَفْسِكَ عَنِ الظُّلْمِ[7] مَانِعاً رَادِعاً[8]، وَ لِنَزْوَتِكَ عِنْدَ الْحَفیظَةِ وَاقِماً قَامِعاً.

فَإِنّی قَدْ وَلَّیْتُكَ هذَا الْجُنْدَ، فَلاَ تَسْتَذِلَّنَّهُمْ وَ لاَ تَسْتَطیلَنَّ عَلَیْهِمْ، فَإِنَّ خَیْرَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.

وَ تَعَلَّمْ مِنْ عَالِمِهِمْ وَ عَلِّمْ جَاهِلَهُمْ، وَ احْلُمْ عَنْ سَفیهِهِمْ، فَإِنَّكَ إِنَّمَا تُدْرِكُ الْخَیْرَ بِالْعِلْمِ وَ كَفِّ الأَذی وَ الْجَهْلِ.

یَا شُرَیْحُ، انْظُرْ إِلی أَهْلِ الشُّحِّ وَ الْمَعْكِ، وَ الْمَطَلِ وَ الاِضْطِهَادِ، وَ مَنْ یَدْفَعُ حُقُوقَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ

[صفحه 746]

الْمَقْدِرَةِ وَ الْیَسَارِ مِمَّنْ یُدْلی بِأَمْوَالِ الْمُسْلِمینَ إِلَی الْحُكَّامِ، فَخُذْ لِلنَّاسِ بِحُقُوقِهِمْ مِنْهُمْ، وَ بِعْ فیهَا الْعِقَارَ وَ الدِّیَارَ، فَإِنّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ یَقُولُ: مَطَلُ الْمُسْلِمِ الْمُوسِرِ ظُلْمٌ لِلْمُسْلِمِ،

وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ عِقَارٌ وَ لاَ دَارٌ وَ لاَ مَالٌ فَلاَ سَبیلَ عَلَیْهِ.

وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ یَحْمِلُ النَّاسَ عَلَی الْحَقِّ إِلاَّ مَنْ وَزَعَهُمْ[9] عَنِ الْبَاطِلِ[10].

[ وَ ] لاَ یُقیمُ أَمْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی إِلاَّ مَنْ لاَ یُصَانِعُ، وَ لاَ یُضَارِعُ، وَ لاَ یَتِّبِعُ[11] الْمَطَامِعَ.

ثُمَّ وَاسِ بَیْنَ الْمُسْلِمینَ بِوَجْهِكَ وَ مَنْطِقِكَ وَ مَجْلِسِكَ، حَتَّی لاَ یَطْمَعَ قَریبُكَ فی حَیْفِكَ، وَ لاَ یَیْأَسَ عَدُوُّكَ مِنْ عَدْلِكَ.

وَ رُدَّ الْیَمینَ عَلَی الْمُدَّعی مَعَ بَیِّنَةٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْلی لِلْعَمی، وَ أَثْبَتُ فِی الْقَضَاءِ.

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْمُسْلِمینَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ، إِلاَّ مَجْلُوداً فی حَدٍّ لَمْ یَتُبْ مِنْهُ، أَوْ مَعْرُوفاً بِشَهَادَةِ الزُّورِ، أَوْ ظِنّیناً.

وَ إِیَّاكَ وَ التَّضَجُّرَ وَ التَّأَذّی فی مَجْلِسِ الْقَضَاءِ الَّذی أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالی فیهِ الأَجْرَ، وَ أَحْسَنَ فیهِ الذُّخْرَ لِمَنْ قَضی بِالْحَقِّ.

وَ اعْلَمْ أَنَّ الصُّلْحَ جَائِزٌ بَیْنَ الْمُسْلِمینَ إِلاَّ صُلْحاً حَرَّمَ حَلاَلاً، أَوْ أَحَلَّ حَرَاماً.

وَ اجْعَلْ لِمَنِ ادَّعی شُهُوداً غُیَّباً أَمَداً بَیْنَهُمْ، فَإِنْ أَحْضَرَهُمْ أَخَذْتَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَ إِنْ لَمْ یُحْضِرْهُمْ أَوْجَبْتَ عَلَیْهِ الْقَضِیَّةَ.

وَ إِیَّاكَ أَنْ تُنَفِّذَ حُكْماً فیهِ قَضِیَّةٌ فی قِصَاصٍ، أَوْ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، أَوْ حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمینَ،

حَتَّی تَعْرِضَ ذَلِكَ عَلَیَّ.

وَ إِیَّاكَ أَنْ تَجْلُسَ فی مَجْلِسِ الْقَضَاءِ حَتَّی تَطْعِمَ شَیْئاً، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی[12].

[صفحه 747]


صفحه 746، 747.








    1. ورد فی صفین ص 121. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 191. و نهج السعادة ج 2 ص 116، و ج 8 ص 326.
    2. ورد فی المصادر السابقة. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 578.
    3. تزع. ورد فی المصادر السابقة.
    4. مكروهة. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 293. و نسخة الأسترابادی ص 491.
    5. الضّرّ. ورد فی صفین ص 121. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 191. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 578. و نهج السعادة ج 2 ص 116 و ج 8 ص 326.
    6. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 578. و نهج السعادة للمحمودی ج 8 ص 326.
    7. ورد فی المصدرین السابقین. و صفین ص 121. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 191.
    8. وازعا. ورد فی المصادر السابقة.
    9. ورّعهم. ورد فی من لا یحضره الفقیه للصدوق ج 3 ص 8.
    10. ورد فی المصادر السابقة.
    11. تغرّه. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 292. و غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 97 و ج 2 ص 849.
    12. ورد فی من لا یحضره الفقیه للصدوق ج 3 ص 8.